salwa
مشرف الترحيب والاهداءات والسياحة
عدد الرسائل : 1180 العمر : 41 نقاط : 123 تاريخ التسجيل : 09/09/2008
| موضوع: ناقة الرسول : تحكي لنا عن .. حادث الهجرة الأحد نوفمبر 23, 2008 2:47 pm | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وما زلنا مع كتاب { حياة محمد } الذي يحكي لنا سيرة رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – في قصص .. واليوم أنقل إليكم ( بتصريف بسيط مني ) هذه القصة : ناقة الرسول : تحكي لنا عن .. حادث الهجرة
وأنا – أيضاً – مثل الجمل زوجي .. سفينة الصحراء ، أمشي فيها بلا تعبٍ ولا عطشٍ ، وأتحمل السير لمسافاتٍ طويلة ، وكنت أعيش في مكة في الوقت الذي ظهرت فيه دعوة ( محمدٍ ) – صلى الله عليه وسلم – إلى الإسلام ، وإلى عبادة الله وحده ، وكان يملكني أبو بكرٍ الصديق ، صديق رسول الله وصاحبه.
وعندما قرر النبي وصاحبه أبو بكرٍ الهجرة إلى المدينة ، بعد أن قرر الكفار قتل الرسول ، جاء الدليلُ بي – أنا ناقة الرسول – إلى باب الغار ، مع أختٍ لي .. كانت أقوى وأسرع ، وركبني الرسول – عليه الصلاة والسلام - وركب أبو بكرٍ أختي وسرنا في الطريق إلى ( يثرب ) ؛ لكن عندما ركبني الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم أشعر بتعبٍ طوال الطريق ، كما أن الحر لم يضايقني ، وشعرت بأنني أصبحت قوية وسريعة – أيضاً – فكنت أسيرُ خفيفة سعيدة ؛ وهذا .. لأني أحمل أعظم مهاجر في أعظم رحلة.
ورأيت الكثير من معجزات الرسول – صلى الله عليه وسلم – خلال هذه الرحلة المباركة ؛ فلقد رأيت الحمامة راقدة على بيضها في عشها أمام باب الغار ، وكذلك رأيت العنكبوت قد نسج خيوطه لتغطي باب الغار ، وكأن أحداً لم يدخله.
وحين لحق بنا ( سراقة بن مالك ) على فرسه ، رأيت منظراً لم تره عينٌ من قبل .. فقد أشار الرسول – صلى الله عليه وسلم – بأصبعه إلى الفَرَس فغاصت قوائمه في الرمال ثلاث مرات .. وبعد ذلك طلب سراقة الأمان من الرسول فأمَّنَهُ على أن لايدل ولا يُخبر أحداً عليهما ، ووعده الرسول بأنه سيكون له سواري كسرى بن هرمز عندما تفتح بلاده ، وتحقق وعد الرسول فعلاً .. فسبحان الله وصدق الصادق رسول الله.
وفي الطريق – أيضاً – شاهدتُ عنزة ( أم معبد ) .. كانت عنزة نحيلة هزيلة ؛ لكن عندما لمستها يدُ النبي – صلى الله عليه وسلم – قدمت لبناً غزيراً .. فقام الرسول بنفسه وسقى منه أبو بكرٍ وأم معبد ثم شرب هو ، وترك ما يكفي الكثيرين ويفيض.
حقاً .. كان كل شيءٍ في رحلتنا يدل على عظمة ( محمد ) ، وعلى أن الله معه ، وعلى أن الكفار لن يستطيعوا التغلب عليه ، وأستطيع أن أحكي لكم الكثير عن الطريق التي كثيراً ما سرت فيها قبل ذلك ، وكنت أقطع الرحلة في أحد عشر يوماً ؛ ولكني في هذه المرة قطعتها في ثمانية أيامٍ فقط ، مع أننا كنا نسير ليلاً ونختفي نهاراً .. لأن كل العيون كانت ترصدنا وهناك كثيرون كانوا يبحثون عنا ، وتمنيتُ على الله أن أتِمَّ هذه الرحلة بالسلامة.
واقتربنا من يثرب ، وظهر نخيلها وأشجارها من بعيد ، وحينئذٍ .. شعرتُ بالبهجة والفرحة ؛ لأن الرسول نجا – بفضل الله – من أعدائه ، ورحتُ أسأل نفسي عن أهل يثرب ، ويا ترى .. كيف سيستقبلونه ، وقد علموا ولا شك بخروجه من مكة إليهم ، وكانت الشمس في ذلك اليوم تتوسط السماء ، وفجأةً .. سمعتُ صوتاً من فوق ربوةٍ عاليةٍ يصيح :
ــ هذا صاحبكم قد جاء .. هذا صاحبكم قد جاء !!
وارتفعت أصواتٌ تهلل وتهتفُ من أعماق قلوبها :
ــ الله أكبرُ .. الله أكبر !
وأحسست الأرض تهتزُ لهذا الهتاف ، وشعرتُ بأن الدنيا كلها تردد مع المستقبلين ، ونزل عني الرسول الكريم وجلس مع أبي بكرٍ في ظل نخلة ، والناس يتدفقون خارجين من يثرب إلى حيثُ يجلس الرسول – صلى الله عليه وسلم - وكثيرون منهم أحبوه وتبعوه ، من قبل أن يروه أو حتى يعرفوه ..
فقد سألت إحدى النساء جارتها :
ــ أيهما النبي ؟ وأيهما أبو بكرٍ ؟
وكان الظل قد زال عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – فقام أبو بكر يظلله بردائه ، وحينئذٍ عرفت المرأة التي كانت تسأل أن الجالس هو ( محمد ) – صلى الله عليه وسلم - ، وأقبل الناس يسلمون عليه ، ويطلبون إليه أن يهديهم إلى الحق ؛ فتحدث إليهم .. وطلب منهم أن ينشروا السلام ، ويطعموا الطعام ، وأن يتصادقوا وأن يتحابوا ، وأن يصلوا لله سبحانه وتعالى.
ثم قام النبي – عليه الصلاة والسلام – وركبني – أنا ناقة الرسول – مرة أخرى ؛ لكن .. أدهشني أنه لم يكن يقودني ، بل ترك زمامي .. وكان أهل المدينة ( الذين هم .. أهل يثرب ، فقد سميت : بالمدينة المنورة .. من أول أن قدم إليها الرسول الكريم وأنارها بنوره وهديه ) .. كانوا يحيطون بنا عندما سار موكبنا .. وبأعذب نشيدٍ في الدنيا يرتفعُ من أفواه أحباء الله .. أطفال المدينة المنورة ( يثرب ) .. كانوا يُنشِدون ويغنون :
طلـع البـــدر عـــلينا :: من ثنيـــات الوداع
وجــب الشكر عــلينا :: ما دعـــــــا لله داع
أيهـــا المبعــوث فينـا :: جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينـة :: مرحـباً يا خير داع
وسار الموكب .. وأنا أتهادى بين الجموع ، والحب يطل من العيون ، والابتسامات تملأُ الوجوه ، وعندما دخلنا المدينة ؛ فإذا بكل أسرة تريد الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن يقيم عندها .. وتقول :
ــ أقم عندنا يا رسول الله ..
ــ لا .. سيقيم الرسول عندنا نحن ..
ــ سنأخذ بالناقة نقودها إلى دارنا نحن ...
وعندئذٍ .. طلب الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن يتركوني – أنا الناقة – ويفسحو لي الطريق فحسب .. إلى أن أقف حيث يشاء الله .. في مكان معين ؛ وحينئذٍ .. رأيتني لا أستطيع أن أسيطر على أقدامي ، وأحسستُ أن إرادة خفية تقودُني إلى حيث لا أدري ، وفجأةً .. شعرتُ بأنني لابد من أن أستريح في مكانٍ وقفتُ عنده ، ولم أستطع أن أتجاوزه وأتركه .. بل بركتُ فيه فوراً.
وهنا نزل عني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليسأل :
ــ من صاحب هذه الأرض ؟
قالوا :إنها لغلامين يتيمين يرغبان في أن يُهدياها لك يا رسول الله.
ولكن الرسول – عليه الصلاة والسلام – اشتراها منهما وبنى عليها مسجداً ، وبيتاً لسكناه.
وقد رأيتُ الكثير من حب أهل المدينة الذين سماهم النبي – صلى الله عليه وسلم – ( الأنصار ) .. فهم الذين نصروه واستقبلوه مرحبين ومن قبله أصحابه المهاجرين إليهم من مكة ، كما لقيت الكثير من التكريم ، وهذا لأني حملت رسول الله خلال هذه الرحلة ، ولأني ناقة مباركة .. سارت حيث أراد الله لها أن تسير ، وبرَكَتْ حيث أراد الله لها أن تَبْرُك.
ــــــــــــــ ـ ـ ــــــــــــــ ـ ـ ــــــــــــــ ـ ـ ــــــــــــــ ـ ـ ــــــــــــــ [size=21]وإلى أن نلتقي على خيرٍ إن شاء الله تعالى وفي قصةٍ أخرى جديدة من قصص السيرة العطرة
أترككم فــ أمــــــــــ الله ـــــــــــان ــي ورعايته وكل عامٍ أنتم جميعاً بخير .. ورمضان كريم ولا تنسونا من صالح دعاءكم والسلام عليكم ورحمة الله __________________
هيئ لنا من أمـــرنا رشــدا .. يهدي إلى الحق من ضلوا ومن تاهوا
| | | [/size] | |
|
بحبك
مشرف الطبخ العالمي
عدد الرسائل : 903 العمر : 37 الهواية : مزاجك اليوم : المهنة : الأوسمة : نقاط : 167 تاريخ التسجيل : 06/11/2008
| موضوع: رد: ناقة الرسول : تحكي لنا عن .. حادث الهجرة الأحد نوفمبر 23, 2008 3:49 pm | |
| ربنا يزيدك من تالقك وابداعك
تقبلي مروري والمتواضع امام موضوعك الاكثر من رائع | |
|
نودا
°¤ عضو نشيط ¤°
عدد الرسائل : 169 العمر : 35 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 16/09/2008
| موضوع: رد: ناقة الرسول : تحكي لنا عن .. حادث الهجرة السبت نوفمبر 29, 2008 9:17 pm | |
| | |
|