salwa
مشرف الترحيب والاهداءات والسياحة
عدد الرسائل : 1180 العمر : 41 نقاط : 123 تاريخ التسجيل : 09/09/2008
| موضوع: من مكامن البلاغة في كلام الرسول الكريم الأحد نوفمبر 30, 2008 2:40 pm | |
| قال رسولنا الكريم: ( مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد, إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم تجد الرسول الكريم أتى بكلمة المؤمنين وليس المسلمين للدلالة على أن ذلك الخلق الذي سوف يتحدث عنه ( خلق التضامن ) من سمات المؤمن ولا يكون المسلم مؤمناً حقاً إلا إذا اتسم بتلك الأخلاق الفاضلة وتحلى بها وأول مواطن البلاغة في ذلك الحديث الذي يتناول قضية هامة جداً وهي قضية التضامن بين المسلمين هو ذلك الترتيب الرائع المعبر البليغ ( في توادهم, وتعاطفهم, وتراحمهم ) فقد يكون هناك الود ولكن لاتكون مشاركة للذي تودهم عند الملمات فالود أولى المراحل نحو النظر للآخرين ولأحوالهم ثم يأتي بعد الود التعاطف مع قضاياهم وهمومهم وشئونهم ولكن لربما يكون التعاطف سلبي غير فاعل تعاطف غير عملي لايتم تحويله إلى أفعال , ثم تأتي المرحلة الأهم والأجدى وهي التراحم والمقصود به فعل شيء إيجابي لمن تعاطفت معهم ومع قضاياهم وهو مايريده الإسلام منا أن يترجم التعاطف إلى خطوات عملية بالتراحم أي تطبيق الإحساس إلى نجدة ومساندة ومساعدة ومشاركة وينطلق الرسول الكريم في تناول أركان التشبيه ( مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ) هل هناك ملاصقة وتلاحم أكثر من لحمة أعضاء الجسد الواحد بعضهم لبعض ؟ إنها بلاغة في التشبيه مابعدها بلاغة , لو مكثت تبحث عن تشبيه أرقى من هذا ومعبر أكثر من هذا عن وجوب اللحمة بين أفراد المجتمع الواحد ماوجدت أبداً أروع من مثل ( الجسد الواحد )وهو نقلة بلاغية من المعنوي ( التضامن )والذي يعبر عنه بالتواد والتعاطف والتراحم وكلها قيم إنسانية إلى المحسوس ( الجسد الواحد ) توضح المقصود في ذهن المستمع إذاً ماموضع التشبيه ؟ ( إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )وفي رواية أخرى: تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر أقوى معاني التضامن تشملها لفظة واحدة ( تداعى ) لم يقل تنادى الأعضاء ولم يقل تحرك الأعضاء ولم يقل استجاب له الأعضاء بل قال ( تداعى ) ويالها من لفظة بليغة كل البلاغة تحمل معاني السرعة في التلبية والمشاركة والتدافع والتنافس بين الأعضاء وليس انتظار من سيتحرك أولاً كما تحمل المعنى الإيجابي من التضامن وهو التحرك السريع لنجدة العضو بعد الإحساس بالمأزق الذي هو فيه وبدون نداء من أحد فالجاهزية موجودة ( تداعى ) لفظة مثل الكتاب في معانيها وهي تحمل معنى أن العضو الذي يلبي قد حمل الهم تماماً كالعضو المصاب لاتواني , لاتكاسل , لاتراخي , بل ( تداعي ) وهي جملة وليست كلمة وتحتاج إلى بيان معناها أكثر من ذلك , ثم تأتي كلمة ( سائر ) تفيد عدم الاستثناء فالكل يحمل الهم والكل يشارك والكل يعين والكل يتضامن ولايوجد بيننا من لايتألم لمصاب أخيه المسلم بأي حال من الأحوال ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) وتأتي ( بالحمى والسهر ) لتفيد أن التداعي ليس سلبياً بل بالمشاركة الفاعلة والتضامن الحقيقي فالكل ساهر حتى يبرأ ذلك العضو من علته والكل معتل بعلة أخيه يحمل الهم مثله كلنه هو المصاب وليس أخيه وتلك أرقى مراتب التضامن ( بالحمى والسهر ) لم يشارك بالمال ثم أخرج المشكلة من وعيه بل يمشي بها وينام بها ويقوم بها ويسهر بها ويالروعة كلمة ( الحمى ) في ذلك التشبيه والتي تفيد حمل الهم كأنه همه هو وهذا مانفتقده في زماننا هذا حقا ولو عملنا بهذا الحديث الرائع وبتوجيهاته القيمة في كل أمورنا ماأصبحت لنا قضية معلقة أو حق مهضوم أو شعب منكوب صدقت ياسيدي يارسول الله حقاً ( وماينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحىَ )
| |
|
tito
مشرف الاغانى العربية والاجنبية
عدد الرسائل : 622 العمر : 33 اعلام الدول : الهواية : نقاط : 112 تاريخ التسجيل : 01/10/2008
| موضوع: رد: من مكامن البلاغة في كلام الرسول الكريم الأربعاء ديسمبر 03, 2008 8:51 pm | |
| مشكوووووووووووووووووووووووره | |
|
MNO MNO
؛« ادارة المنتدي »؛
عدد الرسائل : 5727 العمر : 34 اعلام الدول : الهواية : مزاجك اليوم : المهنة : نقاط : 52 تاريخ التسجيل : 09/09/2008
| موضوع: رد: من مكامن البلاغة في كلام الرسول الكريم الأربعاء ديسمبر 03, 2008 8:55 pm | |
| موضوع اكثر من رائع تسلم ايدك سلوى | |
|